كتاب الشيطان الملعون
كتاب الشيطان أوالكتاب القاتل، كل من يتجرأ على
قراءة هذا الكتاب عليه قبلا أن يحضر كفنه، فمن غلافه يبدأ إستنشاق الموت، في صفحته
الأولى قد يفتح القارئ قبره، لن تمر بضع ساعات على التصفح بأيد عارية حتى تسلم الروح
إلى باريها. أعراض الموت ستكون لدى ضحايا الكتاب واحدة، إختناق ثم هبوط حاد في الدورة
الدموية. لقب بكتاب الظلال ومسكن الشيطان ومؤلفه ليس بساحر ولا عراف بل هو طبيب وأستاذ
للكمياء إسمه روبرت سكيتزي. أراد التوعية بسم مميت فأزعجه أن أحدا لم يستمع لنصائحه
لينشر كتابه القاتل "الظلال من جدران الموت" عام 1874 مع سبق الإصرار والترصد
لتأتي بقرائه وكل من يفكر في إقتنائه. بتوزيع 100 نسخة من الكتاب بعدد صفحات بلغ
86 صفحة، إلا أن نسختين بقيتا من الكتاب الآن مخبأتين في أمريكا في مكتبة ميتشيغان
لتبقي حكايات وأساطير ما زالت تحيط بالكتاب على أنه يحتوي تعويذات سحر قاتلة وشعوذة
وشيء من الدجل، إلا أن الحقيقة مختلفة تماما ولا صلة لها بكل هذه الإعتقادات.
مؤلف كتاب الموت:
ولد الكاتب والمؤلف
روبيرت سي كيتزي عام 1823 في ولاية ميتشيغان الأمريكية التي تخرج من جامعتها حاملا معه
شهادتي الكيمياء والطب، قبل أن يعمل طبيبا لأحد عشر عاما وجراحا أثناء الحرب الأهلية
الأمريكية، لكن عند وصوله لسن الأربعين أصبح أستاذا لمادة الكيمياء بكلية الزراعة في
ولاية ميتشيغان الأمريكية ليشتهر كعالم أسهم في العديد من الإنجازات العلمية في مجال
الكيمياء حتى أنه سمي بأب صناعة سكر البنجر في ولاية ميتشيغان.
ميول سيكيتزي العلمية
المرموقة لم يمن لها أي علاقة يالإجرام، لكنه أصدر كتابه القاتل "جدران في ظلال
الموت" في أواخر القرن التاسع عشر، بشكل مختلف عن كل الكتب والمؤلفات السابقة.
فبعد صفحة العنوان والمقدمة التي ألفها كيتزي لم تكن توجد أي كلمات أخرى، والمفاجأة
غير السارة للقارئ أن كل صفحاته 86 ليست سوى ورق حائط جمعها من جدران أمريكا في ذلك
الوقت.
غلاف الجريمة:
رغم الأساطير والروايات
التي رويت عن الكتاب، يؤكد العلماء أن السبب القاتل في غلاف وصفحات هذا المؤلف أنها
مطلية بمادة الزرنيخ المميت شديد السمية القادرة على قتل كل من يلمس الكتاب أو يستنشق
الهواء بمحيط صفحاته لكنه بات من الممكن الآن قراءة الكتاب بوضع قفازات وقناع واقي
للوجه. والحصول على إذن خاص من جامعة ميتشيغان، حيث توجد النسختان الوحيدتان في قسم
معزول يمنع الإقتراب منه أو لمسه إلا بعد إتباع خطوات السلامة لحماية حياة القارئ رغم
تغليف كل صفحة من الكتاب بعناية شديدة حتى لا يتسرب الزرنيخ.
غاية القتل النبيلة:
أفنى كيتزي حياته
في بحوث تهتم بالبيئة وتأثير المواد السامة والملوثة على صحة الإنسان، فكان من بين
دراساته خطورة تزيين جدران المنازل بورق الحائط الملون الذي كان منتشرا في الولايات
المتحدة حينها. ليثبت كيتزي بعد عناء طويل أن ورق الحائط يتضمن معدلات خطيرة من الزرنيخ
الذي ينتقل عبر جسيمات إلى الهواء ويستنشقه الإنسان مما يسبب له إلتهابا في الشعب الهوائية
والصداع وفقدان الوزن ثم الوفاة في النهاية. لكن عدم إستماع أحد لصيحات كيتزي جعله
يفكر بطريقة قاتلة، جمع من خلالها عينات من ورق الحائط الملون التي تحتوي على معدلات
عالية من الزرنيخ ووضعها في مئة كتاب ووزعها على مكتبات في الولايات المتحدة مع وضع
ملاحظة صحية على الغلاف تتحدث عن أخطار الزرنيخ بهدف تنبيه العالم لهذا الخطر والإبتعاد
عن كل ما قد يحمل هذا السم.
لكن كتابه الذي إعتقد كيتزي أنه رسالة نبيلة بات تصنيفه
ككتاب قاتل وأكثر الكتب رعبا عبر التاريخ ليعيش كيتزي بعد كتابه بنحو أربعين عاما ويتوفى
عام 1902م.
وأنت هل سبق لك أن تجرأت وقرأت كتاب يقال عنه ملعون أو قاتل؟
المصادر: step news agency - وكالة ستيب نيوز
إرسال تعليق